ورود على درب الخيانة....ألم واقعي
اشتدت وتيرة القصف في الآونة الأخيرة,يوما بعد يوم يقترب من قريتهم شبح الموت,اطفاله يستيقظون ليلا مذعورين على وقع برميل متفجر سقط سهوا او عمدا على سطح بيت مجاور لقريته..
'الوضع لا يحتمل يا زوجي,الى متى الانتظار؟قريبا سيفر الثوار باتجاه بلدتنا وستلاحقهم عناقيد الغضب التي ينثرها جيشنا لقمعهم..حري بنا الهرب قبل فوات الأوان..'
ارتشف الزوج فنجان القهوة الموضوع امامه ثم قال'مما انت خائفة حبيبتي؟لن يصيينا الا ما كتب الله لنا'وضع الفنجان جانبا ثم اقترب منها معانقا مخاوفها يحاول بذلك نثر بذور الطمأنينة بين اضلع قلبها..'لا تخافي ان الله معنا ..'
باستحياء اشاحت بنظرها عنه ثم تشجعت لتهمس بين اذنه'حبيبي,انا معك حتى اخر رمق في حياتي,ولكن دعنا نبعد الاطفال عن هول الحرب وويلاتها..فلنأخذهم الى حماة..يقال ان الوضع هناك آمن..والمعيشة ايضا رخيصة..'اقتنع الزوج بكلام محبوبته,ولكنه بقي حائرا,من سيوصلهم الى حماة,قلة في القرية من يمتلكون سيارة تحويهم جميعا..
'هناك عصمت,اذا شئت,سيارته واسعة ولكن اجرته اعلى بقليل ممن سواه,كما انه شاب قوي البنية قادر على مساعدتك في حمل عتادنا..'
اعجب الزوج بفطنة زوجته ووعدها بمقابلته صباحا والاتفاق معه..وفعلا تم الامر..
مرت السيارة وسط الطريق شبه المعبدة قبل ان يستوقفها حاجز امني مجهول العناصر..
تبسم عصمت ثم طلب من الزوج بضعة ليرات يقدمها كرشوة للحاجز لتسهيل المرور..انصاع الزوج لطلبه..نزل عصمت تكلم مع بعض المسلحين ودفع المال,ثم استدار مبتسما للزوج..
دخلت الطمأنينة صدر الاسرة..اقترب احد المسلحين الملثمين من السيارة..
'لو سمحت يا طيب بس لو امكن لاغراض لوجيستية تفضل معنا دقيقة لا اكثر..تفتيش شخصي بسيط لشخصك هنا خلف هذا الحائط قبل ان نسمح بعبورك'
رغم اضطرابه بادىء الامر الا انه انصاع للاوامر وترجل من السيارة وتوجه مع الملثم للخلف..
طلقة نارية تسمع..يركض عصمت نحو السيارة..الزوجة قلقة,تنظر للسائق ترتقب همسة تطفىء فضولها..
'مبروك علينا يا حبي,صرتي ارملة رسميا..'زغلوتة تخرج من فاهها..وعناق لعصمت ثم تنطلق السيارة بهما..
0 Comments